وفي خطاب له يقول - وهو يتحدث عن الجيوش القوية التي أصبحت تحت يده -: "إن هذه القوة موقوفة لتأييد الشريعة الإسلامية، ونصرة الإسلام في الديار التي ولاني الله أمرها أعادي من عادى الله ورسوله، وأصالح من لا يعادينا ومن لا يناوئنا بسوء"[٣٦] .
ويقول أيضاً في كلمة له:"إنني رجل سلفي وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة"[٣٧] .
هكذا كان هاجس الملك عبد العزيز رحمه الله، دعوة صادقة إلى الدين الحق وبناء عقدي منبثق من الكتاب والسنة، بل إن الأمر يصل إلى حد الحس المرهف في أمر العقيدة والدين.
يقول الزركلي:"في إحدى زيارات الملك عبد العزيز لبلدة الخرج يوم ٧/١٢/١٣٦٣هـ دخل عليه شاعر من أهل نجد وفي يده قصيدة استأذنه في إلقائها وابتدأ بمطلعها: "أنت آمالنا وفيك الرجاء"..
فصاح الملك: تخسأ، ولمح في المجلس الشيخ حمد الجاسر فقال علمه التوحيد يا ابن جاسر [٣٨] .
وفي اجتماع الملك عبد العزيز بأحد الملوك العرب أراد الملك العربي أن يؤكد أمراً فقال: "وحياة رأسك. فنظر إليه عبد العزيز وقال: قل: "والله"[٣٩] .
ويتلقى في مفتتح عام ١٣٤٩هـ البرقية الآتية:"صاحب الجلالة مكة في مثل هذا اليوم بزغ نجم العروبة عند إقبال الزمان، وأنت الآن محط أنظارها ومناط آمالها فلعل الله اختارك لتجديد شبابها ولإعادة مجدها حياك الله وأحياك، أحمد زكي باشا".
وكان الجواب:
إلى أحمد زكي باشا بمصر
نسأل الله أن يوفقنا للعمل بالمبادئ التي تأسست يوم بزوغ نجم العروبة لأن في ذلك السعادة والسؤدد كله.