للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس أحرار في مأكلهم ومشاربهم ومرازقهم، ونزههم، ومن اعتدي عليه فليراجعني لأنصفه، ولو جاءني أيُّ إنسان وقال إن ولدك فيصل أخذ مالي واعتدى عليّ فإن رآني أنصفته منه علم أني أقول وأصدق في القول، وإن رآني أهملته وساعدت ولدي على ظلمه فعند ذلك له الحق عليّ، ولينعم كل إنسان بنعمة الإسلام، وغير هذا لا نعمة ولا حرية فمن كان مشارفاً بنظره من قرب أو بعد فليعلم أن الناس لم يتركونا رحمة أو عطفاً وإنما تركونا لأن الله أراد تأييدنا ونصرنا.

وقد أتيت بهذا البيان نصيحة لمن قد يغويه إبليس بوسواسه.

وإني إذا قلت فعلت، وإذا فعلت أمضيت ثم لا أبالي بما يكون، هذه نصيحتي يبلغها الشاهد منكم الغائب، وليعلم الجميع أني لا أحمل حقداً على أحد إلا على شخصين:

إما رجل ملحد في الدين، أو يقصد البلاد بسوء، فمن كان في نفسه شيء من ذلك فلا يأمن عقابي" [٤٥] .

هذا هو عبد العزيز: قوة في إيمان، علم وعقيدة، وعمل، ثم متابعة وتوجيه رجل قيم ومبادئ، وإنك لتعجب وأنت تتابع جهد عبد العزيز في إعادة صياغة إنسان هذه الجزيرة في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب، كيف كان على علم ودراية بكل ما يجري في هذه البلاد الواسعة رغم قلة وسائل الاتصال وتواضعها وكيف كانت وسائله موفقة في الإصلاح الذي تم من خلال أجهزته وولاته أحياناً والاتصال المباشر بالجماهير أحياناً وكل ذلك لتحقيق هدف واضح المعالم وغايات نبيلة محددة - وهو يعلم قبل ذلك وبعده أن الناس - وأي ناس؟ - لم يتركونا رحمة وعطفاً - وإنما تركونا لأن الله أراد تأييدنا ونصرنا.

فرحم الله أبا تركي وجزاه خيراً على كل ما قدمه للإسلام والمسلمين، والحمد لله أن جهوده لم تذهب هدراً إذ جعل في بنيه وأبناء شعبه البركة فها هي مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تزال إحدى المؤسسات الكبيرة في الدولة تؤدي دورها المنوط بها على الوجه المطلوب.