للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول رحمه الله: "لقد حكمتْ هذه البلاد حكوماتٌ قوية، ذات طول وحول قبلنا ولكنها لم تقدر على تأمين الطرق بين مكة وجده فضلاً عن بقية الأماكن والطرقات، أما اليوم فإن الأمن سائد في طول البلاد وعرضها قد لمستموه بأيديكم وشاهدتموه بأعينكم وهذا من فضل ربي علينا، ونحن لا نقول هذا للافتخار وإنما للإشارة إلى أننا - أسرتي وشعبي - جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين، ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكهم..." [٤٩] .

ويقول الملك عبد العزيز سنة ١٣٥٩هـ أمام كبار الحجاج: "كل ما ندعو إليه هو جمع كلمة المسلمين واتفاقهم ليقوموا بواجبهم أمام ربهم وأمام بلادهم والذي نشهد الله عليه ونحن أوسطكم في الإسلام وأوسطكم في العروبة أننا ما ننام ليلة إلا وأمر جميع المسلمين يهمنا، يهمنا أمر إخواننا السوريين، وأمر إخواننا الفلسطينيين وأمر إخواننا العراقيين، وإخواننا المصريين تهمنا حالتهم ويهمنا أمرهم ويزعجنا كل أمر يدخل عليهم منه ذل أو خذلان لأننا نرى أنهم منا ونحن منهم كما تهمنا جميع بلاد المسلمين وإننا نرجو الله أن يوقظ المسلمين من غفلتهم ليتعاضدوا ويتعاونوا" [٥٠] .

واسمع كلام الريحاني الوافد من الغرب صاحب الجولات في البلاد العربية والمشاريع العريضة التي تساقطت - بعد أن أُقرت من ملوك العرب - على صخرة عبد العزيز "حنا أهل نجد نبغي المحافظة قبل كل شيء على أمرين: ديننا وشرفنا"، "ما رأيك يا حضرة الأستاذ - عبد العزيز يخاطب الريحاني - لا تقل لي أن لا دخل لك بالسياسة، وأن سياحتك في بلادنا سياحة علمية فقط، حنا نفهم ومد يَده على لحيته وهو يبسُم بسمته الخلابة. لا تخدعنا يا أستاذ [٥١] [٥٢] .

يقول الريحاني في وصف ما تحقق على يدي الملك عبد العزيز رحمه الله من أمن: