للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أقوال الملك عبد العزيز رحمه الله التي تدل على ما منحه الله من حلم وصبر وواقعية قوله "العرب اليوم هم كالطفل الصغير، يحتاجون إلى عناية شديدة، فمن الواجب على الذي يتولى أمرهم أن ينصحهم، ويرشدهم إلى الطريق الصواب، وقد عملنا الواجب في هذا الصدد، ولكن إذا تمادى البعض في غيهم وظهر أن المصلحة العامة مهددة اضطر ولي الأمر للضرب على الأيدي وسفك الدماء فهو في عمله هذا كمثل الطبيب الذي يستعمل أنواع الأدوية التي يحتاج إليها المريض، ويضطر في بعض الأحيان إلى بتر عضو من الأعضاء حفظاً لسلامة المجموعة، وقد قالت العرب في أمثالها لهذا الصدد "آخر الدواء الكي" والقتل أنفى للقتل.. وقال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [٥٩] . يعلم الله أن كل جارحة من جوارح الشعب تؤلمني، وكل أذى يمسها يؤذيني وكذلك الشعب يتألم إذا أصابني شيء ولكن المصلحة العامة تضطرني لأن أقضي على من لا يصغي للنصح والإرشاد، وبأن أتجرع ألم ذلك حفظاً لسلامة المجموع، إنني أتألم جد الألم إذا رأيت بعض الأشخاص يشذون عن الطريق السَّوي فيصغون لوساوس الشيطان، ومما لاشك فيه أن المصلحة العامة هي فوق كل مصلحة، ولذلك فإن مصلحة المسلمين ترخص الأنفس في بعض الأوقات" [٦٠] .

ويقول: "... أنا أتأخر وأتقدم بقدر الحاجة ولا أعمل عملاً أخرب به بلادي، وإذا جاء وقت العمل واللقاء فالعار على الذي يتأخر... أما الهرج والمرج والكلام الذي يضرنا أكثر مما ينفعنا فهذا ما لا دخل لي فيه" [٦١] .

ويقول: "... تعلمون أننا ما دخلنا الحجاز إلا بعد أن حوربنا في وطننا، وإنا والله لا نقبل على أمر إلا إذا بلينا فيه وإذا بلينا في شيء دافعنا عن ديننا وأنفسنا، وقوميتنا ووطننا فيأخذ الله بيدنا وهذا فضل من الله علينا" [٦٢] .