ويقول رحمه الله: "إن أحب الأمور إلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين فيؤلف بين قلوبهم ثم بعد ذلك أن يجمع كلمة العرب فيوحد غايتهم ومقاصدهم ليسيروا في طريق واحد يوردهم موارد الخير، وإذا نحن أردنا ذلك فلسنا نروم إتمامه في ساعة واحدة لأن ذلك يكون مطلباً مستحيلاً كما أننا لا نرمي من وراء ذلك إلى التحكم بالناس وإنما غايتنا أنه إذا لم يكن لنا من وراء هذا التضامن خير فلا يكون لنا من ورائه شر على الأقل.
كلكم يذكر حوادث العام الماضي.. وهذا السيد عبد الله بن وزير وهذا السيد الحسن الإدريسي - الجالسان الآن إلى جانبي - ماكنا نظن أن يكون بيننا وبينهم عداوة وبغضاء ولكن الأشرار فرَّقوا بيننا، والله عز وجل قد جعل هذا التباغض ألفة بيننا وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.
لقد خشي المسلمون عاقبة التنابذ الذي حصل بيننا، ولكنه أفضى إلى خير جم طرب له المسلمون.
جاء ابن الوزير إلى هنا وحدثني في هذا المكان الجالس فيه الآن بشأن الخلاف قلت له ماذا تبغون؟ فإذا أنتم قتلتموني من يخسر؟ أنتم وحدكم؟.. لا.. لا الخسارة علينا وعليكم على حد سواء. ولما عرفت أننا وإياكم متفقون على أن النتائج هي الفرقة والخسران، وإن هذا الخسران واقع علينا جميعاً أمرت بالقرطاس والقلم وجلست أنا وإياه وحدنا ووضعنا مواد المعاهدة التي اطلعتم عليها والتي قابلها المسلمون بارتياح فإلى مثل هذا التضامن أدعو المسلمين إليه والعمل به [٦٣] .
ولما ورده اقتراح بهدم مدينة من المدن وإزالتها من الوجود كان جوابه رحمه الله:
ما هو بخاف أن هدمها مشكل:
أولاً: من طرف الله وخوفاً منه تعالى في الأمور التي تتجاوز الحد، أيضاً فايهة هذه عند الدول وعند الأعداء ما هي فايهة طيبة ويحصل منها اعتراضات قوية فتركها وتحصينها وإعداد السكان فيها هو الأفضل [٦٤] .