للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - إن الإنسان أحب ما إليه في حياته أن يجتمع مع صديقه، وأن يتجاذب وإياه أطراف الحديث، وبهذا يحصل التعارف، وتظهر الحقائق، ويقع التناصح، وقد كان السلف الصالح يسيرون على هذا الطريق في أعمالهم، فقد كان أمرهم شورى بينهم، وكان من أمرهم ما كان وكانوا على ضعف فصاروا إلى قوة.

٣ - إن الناس الذين لا نشك أن الله عالم بقلوبهم، وأنهم أعداء بعضهم البعض كما قال الله تعالى {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [٣] قد بلغوا بالشورى مراتب عالية في الدنيا، ونحن المسلمين أمرنا الله تعالى بالمشورة، والمشورة لها أساس وهو النصح بالتزام الحق، ولها مزية ورونق تحصل بهما الفائدة، أما السير على غير مشورة فهو مجلبة للنقص، مجلبة للهوى - هوى النفس - ونحن نريد المشورة أن تجمع بين السنة وبين ما أمرنا الله به في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [٤] وأعظم القوى التناصح، والنية الصالحة لأن كل شيء أساسه الإخلاص والنصح هذا هو اجتهادنا في المسألة... وأنا أشعر بجذل وسرور كلما رأيت الجميع موفقين في أعمالهم وأشغالهم يجب أن يعلم كل فرد أن كل جماعة لا يكون لها عاقلة لا تجد الراحة والهناء...

وهنا لابد لي من التلميح بأنه يجب على كل إنسان أن يقول ما في ضميره بصراحة تامة وألا يخشى في الحق لومة لائم.

يجب أن يصرح كل فرد بما في نفسه يقول ما يعتقد فيه منفعة، فهذا أمر واجب على كل إنسان لأن مجال البحث والتدقيق يوصل إلى نتائج حسنة، فعلى الإنسان الاجتهاد ومن الله التوفيق.