نعم من واجب الإنسان النصح والإرشاد، وألا يتقيد أحد بأن هذا مخالف أو ذاك موافق... يجب أن ننظف أنفسنا من الأدران، ونطهرها من كل الأمور المختلفة، وأن ندنو إلى ما يرضيه، ونخاف عقوبته، إذ ليس هناك عقوبة أشد من عقوبة الدين، إذا وقع الشر في القلوب خربها وهذه البلاد يجب أن تكون قدوة صالحة للمسلمين في كل عمل من أعمالها فنحن نطلب المساعدة في هذا الشأن منكم ومن الأهلين نريد أن نكون عوناً للحكومة في هذا الأمر لأنه إذا كان الجميع اتفقوا على درء المفاسد سهل العمل، أما إذا كانت إجبارية صعب حلها وطال أمرها.
فإذا عملنا هذا قمنا باللازم وهذا أهم ما يجب العناية به لأن الدنيا إذا كثرت خبرتها والدين أهمل فلا فائدة ترجى منها بل هذا أساس البلاء أما إذا عمر الدين ونفذت أوامره واجتنبت محارمه صلحت الدنيا فأنا أرجو أن تفكروا في طاعة الله ومخافته واتباع سنة رسوله وأرجو أن تهتموا بالأمر اهتماماً شديداً" [٥] .
ويقول مخاطباً أول دفعة من خريجي المعهد العلمي السعودي:"أيها الأبناء إنكم أول ثمرة من غرسنا الذي غرسناه بالمعهد فاعرفوا قدر ما تلقيتموه من العلم، واعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وأن العلم كما يكون عوناً لصاحبه يكون عوناً عليه.
فمن عمل به يكون عوناً له، ومن لم يعمل به يكون عوناً عليه، وليس من يعلم كمن لا يعلم قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لا يبارك فيه والبركة في العمل.
جهلوا تعاليم الإسلام الحقة وبهرتهم المدنية الغربية فنظروا إلى كل ما يصدر عن الغرب نظرة إكبار فأرادوا محاكاته، وحبذا لو حاكوه فيما يعلي من شأنهم أرادوا محاكاته بل حاكوه فعلاً ولكن فيما يئن منه عقلاؤهم... وأقول لكم والله ثم والله ما حرمت الشريعة شيئاً فيه نفعنا ولا أحلت شيئاً فيه خزينا، وإن النظرة السليمة لتدرك ذلك.." [٦] .