شعبنا العرب فنحن من العرب وإليهم. وخدمة الإسلام والعرب واجبة علينا بصفة عامة، وخدمة شعبنا وأمتنا واجبة علينا بصفة خاصة، ولابد أنكم سمعتم أننا الزمنا ولاة الأمور بالنظر في شؤون الرعية، وجعلناها أمانة في أعناقهم فعليهم أن يقوموا بالواجبات والنصح للشعب، وأن يجتهدوا في تخليص ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
أما واجبات الولاة ولاة الأمور فهي أن يقوموا بالواجب عليهم نحو شعبهم وينصحوهم ويخدموهم ويقوموا بكل ما فيه مصلحة المسلمين وفائدتهم.
وإن أكبر أمانة وأعظمها في عنق المحاكم الشرعية فعليهم النظر في شؤون العباد بما شرع الله لنا في كتابه من شرائع وبين لنا من حجج وأقام لنا من محجة قال تعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}[١٤] وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[١٥] وقال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[١٦] هذه هي الحقيقة لأن شريعة الله لا ظلم فيها وهي المحجة، ومن اعتصم بها نجا، ومن شذ عنها هلك.
فيجب على ولاة الشريعة أن يجتهدوا في أداء الواجب، ويسهروا على مصالح الناس وينظروا في خصوماتهم بروح العدل والإنصاف، وعلى الشعب أن يمتثل لأمر الله فمن حكم له حمد الله ومن حكم عليه حمده، الأول يحمده لأخذ حقه، والثاني يحمده لأنه عصمه من أخذ حق غيره.