وعلقت مجلة "تايم"الأمريكية على هذه المقابلة فقالت: "لعل الكثيرين دهشوا لاجتماع هاتين الشخصيتين المختلفتين النشأة والتربية، ولكن الواقع أن مقابلة الرئيس الأمريكي الذي نشأ في هايدبارك، ودرس في جامعتي جرتون، وهارفارد، وعاهل بلاد العرب الذي لم يدرس غير القرآن ولم ير إلا الصحراء المحيطة به من كل جانب، هذه المقابلة كانت ناجحة إلى حد بعيد..".
ويقول "هو بكنز"الرفيق الملازم لروزفلت: "... وإني على يقين من أن الرئيس لم يكن يتوقع أن يرى في ابن سعود الذي طلب مقابلته ما رآه فيه. فهو رجل ذو مهابة خارقة، وقوة عظيمة ولد جندياً وقضى حياته كلها في خوض المعارك التي تلذّ له ولكل أتباعه الكارهين لليهود. وهو عربي من أوله إلى آخره وفي كل وقت".
ويقول عبد الرحمن عزام بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله: "... عرفته منذ ثلاثين سنة هو، هو الرجل الذي يملأ سمع الدنيا وبصرها. كان متعدد الجوانب كامل الرجولة، لا أعرف أن أحداً التقى به من خصومه أو مواليه إلا أثر فيه بشخصيته التي لم يجد التاريخ إلا شذوذاً بمثلها يعطي كل ما يملك من القليل، ويعطي كل ما بيده من الكثير، لا يعرف المن والأذى... لم يكن يملك جيشاً ولا مالاً ولا سلطاناً يساوي شيئاً مما كان لشخصه في النفوس في العالم الجديد والقديد فهو بهذا الاعتبار عربي لم تعرف الجزيرة منذ أيام عمر رضي الله عنه له مثيلاً وسيبقى خالداً...، عاش أمراء جزيرة العرب وشيوخها الذين استولى على ملكهم أعزاء في كنفه تحميهم كلمة التوحيد، وتصون حقوقهم تلك الروح التي لم يجد الزمان بمثلها روح عبد العزيز السامية وعقله الكبير وحلمه وتواضعه وخوفه من الله سبحانه وتعالى.