وفي القرن الثاني عشر الهجري ظهر الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فدعا إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، ونبذ البدع والمعاصي. واستمر رحمه الله مجاهداً في دعوته، صابراً على ما يواجهه، داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وكان على رأس من نصر الدعوة وأيدها الإمام الهمام محمد بن سعود جد الأسرة الحاكمة تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته فبارك الله في هذه الدعوة، وآتت ثمارها يانعة طيبة، لا يزال الناس يستظلون بظلالها، ويجنون ثمارها إلى اليوم.
وقد بذل أئمة وعلماء الدولة السعودية في دوريها الأول والثاني جهوداً كبيرة في نصرة العقيدة الصحيحة، وبيانها للناس، وإقامة الجهاد على أعداء الإسلام وأعداء الدعوة.
وقد أبطل الله كيد أعداء هذه الدعوة المباركة الذين كرهوا الحق، وعادوا أهله بكل ما أُوتوا من قوة لإخمادها، والقضاء عليها، وباءت وسائلهم بالخيبة والفشل، لأن الله تعالى مُتِمُّ نوره، وناصر دينه ولو كره الكافرون.
فحقق الله سبحانه لعباده المؤمنين وعده بالنصر والتمكين على يد الملك الهمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة، حيث استطاع بفضل الله تعالى وعونه توحيد البلاد تحت راية التوحيد التي رفعها عالية خفّاقة على أرض الجزيرة، فأعزّ الله به أهلها بعد أن كانوا أذلة، وأغناهم به بعد أن كانوا عالة، وانتشر فيهم العلم بعد الجهل، وحلت العقيدة الصحيحة مكان العقائد الفاسدة، واستتب الأمن بعد أن كان مفقوداً، وصحت أجسامهم بعد أن كانت الأوبئة والأمراض تفتك بالأُسر والجماعات.