ونظراً لأهمية الموضوع، ولِما للدعوة السلفية التي أحياها الملك عبد العزيز رحمه الله من دور عظيم في توحيد أُمة قوية متماسكة البنيان وإقامة كيان كبير قوي الأسس والأركان، بعد أن كان مُفرّقاً ومُمزّقاً وعرضة للأعداء، الطامعين من كل مكان، وقيام هذه الدولة على هذه الدعوة المباركة.
ونظرا لمحبتي لهذه الدعوة، ومحبتي لأهلها وأنصارها، ورغبة في المشاركة في إظهار هذه الدعوة ودورها المميز فيما قامت به في الماضي، وما تقوم به في الوقت الحاضر، من الدعوة إلى تصحيح العقيدة، وإصلاح أخلاق الناس وآدابهم، والدعوة إلى الائتلاف، وجمع الصفوف، واتفاق الكلمة، ونبذ الفُرقة والاختلاف، بالإضافة إلى أني لم أجد من كتب في هذا الموضوع كتابة مستقلة على حد علمي القاصر مع أهميته.
وأن ما نعيشه في هذا العهد السعودي الميمون من أمنٍ واستقرارٍ، ونعمة ورخاء، ما هو إلا بفضل من الله تعالى، ثم بصدق وإخلاص آل سعود، نسأل الله تعالى لهم العون والثبات.
فلهذه الأمور رغبت في الإسهام بالكتابة في هذا الموضوع بمناسبة الاحتفاء بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، تحت عنوان:"أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة العربية السعودية".
وأنا أعلم يقيناً أنّ مثلي لن يعطي هذا الموضوع حقه من البحث والدراسة، نظراً لضيق الوقت، وقلة البضاعة، وقد تطفلت في ذلك على العلماء الأفاضل، والمشايخ الأكارم، ولكني أحببت أن أنهل من موردهم، وأستفيد من علمهم وجهودهم، فجزاهم الله عنّا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
خطة البحث:
وقد قسّمتُ البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة.
وقد اشتملت المقدمة على سبب الاختيار، والخطة، ومنهجي في البحث.
واشتمل التمهيد على التعريف بالدعوة السلفية، وضرورة الدعوة إليها.