للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم دخل مكتبتها فوجدها تحوي كتباً قيمة جمعت بين الكتب العلمية القديمة والحديثة، وشاهد بها مجموعة كبيرة من الخرائط العلمية التي تستخدم في درس النبات والحيوان والعلوم، ونموذجاً من الجبس لصدر الإنسان مع بيان كل جزء من أجزاء الصدر في حجمه ولونه الطبيعيين، ورأى في إحدى خزانات المكتبة نموذجاً مجسماً للمجموعة الشمسية بما فيها الأرض والقمر وبقية الكواكب، وذلك لشرح حدوث الليل والنهار والفصول الأربعة والكسوف والخسوف. وربما لا توجد هذه الوسائل في مدارس كثيرة في ذلك الوقت، كما شاهد مع هذه الوسائل نماذج فنية جميلة في الرسم والتلوين والأشكال من صنع طلبة المدرسة في عهد الأتراك، وقد دلت هذه الموجودات الفنية على أن هذه المدرسة كانت في عهد الأتراك من أرقى المدارس الحديثة في الحجاز.

وذكر الأستاذ أحمد إبراهيم الذي زارها عام ١٣٥٦هـ أنها تتكون من مدير وستة أساتذة وخادمين، ولها من المرتب الشهري مبلغ (٥٥٦٠) قرشاً أميرياً مع المتفرقة. وعدد تلاميذها (٧٤) طالباً. ولاحظ قِدَم مبناها وأنه غير ملائم للدراسة.

وكانت بمثابة معتمدية للمعارف في المدينة منذ تأسيسها عام ١٣٤٤هـ وحتى عام ١٣٦٠هـ مديرها مسئول أمام مدير المعارف عن إدارة شئون المدارس والمؤسسات العلمية في منطقته، ويشرف على سير التدريس بموجب المناهج المقررة، ويراقب سلوك الموظفين والمعلمين ويعمل بموجب أنظمة المعارف العامة والتعليمات الصادرة إليه.

وكانت المدرسة ـ بحكم مركزها ـ تستقبل ضيوف إدارة المعارف عند وصولهم المدينة وتقدم لهم ما يحتاجونه حسب إمكاناتها المتاحة. ففي عام ١٣٥٦ استقبلت بعثة الجامعة المصرية، والجامعة الأزهرية، وأنزلتهم مبنى المدرسة ... ثم أقامت لهم حفلة وداع حضرها عدد من رجال التعليم بالمدينة، وتخللها كلمة لمديرها الأستاذ أحمد صقر، ثم قام بعده عدد من الخطباء فأجادوا في خطبهم إلقاءً وموضوعاً.