للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الصفحات التالية عرض موجز لتأريخ مؤسستين تعليميتين أقامتهما مديرية المعارف لمرحلة ما بعد الابتدائية، وهما: مدرسة طيبة الثانوية، والمعهد العلمي السعودي بالمدينة.

١ـ مدرسة طيبة الثانوية:

كانت مدرسة تحضير البعثات بمكة أول مدرسة ثانوية بالمملكة، وكان لافتتاحها أثره الكبير عند المواطنين في مختلف مناطق المملكة؛ لأن ذلك يعني بداية مرحلة جديدة، وفتح آفاق واسعة أمام خريجي المرحلة الابتدائية الذين يتطلعون إلى مواصلة تعليمهم وخدمة وطنهم وأمتهم.

وبدأ إقبال الطلاب عليها من مناطق المملكة، وكانت المدينة المنورة واحدة من المدن التي توفد خريجي مدارسها إلى مكة، وهم كثيرون إذا ما قورنوا ببقية مدن المملكة الكبيرة في ذلك الوقت، والطالب الملتحق بمدرسة تحضير البعثات عليه أن يتحمل وعثاء السفر ومتاعب ونفقات لا يستطيعها. لذلك بدت فكرة المطالبة بفتح مدرسة ثانوية بالمدينة المنورة، فتقدم بعض أعيان المدينة بموافقة من وكيل الإمارة الشيخ عبد الله السديري بطلب إلى جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - لافتتاح مدرسة ثانوية في المدينة، فوافق - يرحمه الله - رغم كثرة الصعوبات وقلة الإمكانات، فكان ذلك برهاناً عملياً لاهتمامه بالعلم والمعرفة، وتهيئة أبناء البلاد للاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه نهضة بلادهم ورقيها وتقدمها، وإيمانه بما للعلم من قوة وتأثير في صقل مدارك الناس وتغير مفاهيمهم وتوسيع نظرتهم وتطلعاتهم.

وقد خص المدينة المنورة دون غيرها من مدن المملكة الأخرى بهذه المدرسة التي تعتبر الثانوية الأولى في المدينة والثانية على مستوى المملكة لقيمتها ومكانتها في نفسه، ولوجود رجال العلم والمعرفة الأكفاء فيها الذين يمكن الاعتماد عليهم في عملية تأسيس المدرسة وقيامها بواجبها حتى تكون في مستوى مسؤوليتها رغم قلة الإمكانات المادية.