وكان المعهد العلمي آنذاك مضرب الأمثال في جميع نواحي النشاط والجمعيات المختلفة، تخرج منه العديد من أبناء طيبة الذين خدموا بلادهم ولازالوا في مختلف المجالات وفي أرفع المناصب. وقد كان المعهد يضم أيضاً طلاب علم من مختلف الدول الإسلامية الذين كانوا يبتعثون للدراسة فيه.
ولم يقتصر عمل معتمدية المعارف بالمدينة على الإشراف على المدارس الحكومية بل امتد إلى الإشراف والتوجيه الفني والإداري على الكتاتيب والمدارس الأهلية. واهتمت بتعليم أدلاء الحجاج (المزوِّرين) وإعدادهم لتوجيه الحجاج للزيارة الشرعية.
فكتب مدير المعارف إلى سمو النائب العام لجلالة الملك الأمير فيصل بن عبد العزيز بشأن افتتاح مدرسة أدلاء الحجاج (المزوِّرين) برقم ٤٧٠ وتاريخ ٢٢/٤/١٣٤٧هـ وبرقم ٤٩٩ في ٢٥/٤/ ١٣٤٧هـ فصدرت موافقة جلالة الملك عبد العزيز بإنشاء هذه المدرسة على غرار مدرسة المطوِّفين بمكة وذلك لرفع مستوى أدلاء الحجاج المعرفي والسلوكي. وبدأت الدراسة في مقر المدرسة بالمسجد النبوي، وكان وقت الدراسة صباحاً ومساءً طوال أيام الأسبوع ما عدا الخميس مساءً، واشتمل المنهج على دراسة الفقه والتوحيد والأخلاق، وتعليم الأدلاء آداب الزيارة الشرعية وتحذيرهم من البدع. ولكل مادة دراسية منها ثلاث ساعات أسبوعياً، ما عدا الأخلاق ساعتان أسبوعياً. وفي نهاية العام الدراسي يعقد للطلبة امتحان لتقييم مستواهم العلمي.
الخاتمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: