فقد أوضح لنا البحث إدراك الملك عبد العزيز يرحمه الله أثر العلم في صياغة الأمة وقوتها وصمودها، وقيمته في رقيها وتقدمها، وآثار الجهل في تفرقها وتصدع بنيانها، فقدّر أهمية العلم واعتبر التعليم من الأولويات التي لا تقبل التأخير. ومنذ أن دخل الحجاز والتعليم يحتل قمة تفكيره، فوضع الأسس الإسلامية والأهداف النبيلة لحركة التعليم وبذل ما لديه من دعم مادي ومعنوي لتنفيذ ذلك. وتحقق في هذا المجال الكثير من آماله وطموحاته رغم قلة إمكاناته حينذاك وكثرة مشاغله الإصلاحية.
وحظيت المدينة النبوية بنصيب وافر من اهتمامه العلمي، فتحقق الكثير مما اختطه ورسمه لنخبة من رجال الفكر والمعرفة بها: ففتحت المدارس في مراحل التعليم التحضيري والابتدائي والثانوي.
بدأت المرحلة الابتدائية بمدرسة واحدة عام ١٣٤٤هـ وصلت في عام ١٣٧٣هـ إلى اثنتي عشرة مدرسة، وأسست أول مدرسة ثانوية بالمدينة عام ١٣٦٢هـ والثانية على مستوى المملكة، وأصبح التعليم مجاناً، والكتب والأدوات المدرسية تقدم لجميع الطلاب وفي مختلف المراحل الدراسية بدون مقابل، وتقدم المكافآت المالية والعينية للطلاب وذلك لتشجيعهم على مواصلة دراستهم وخدمة وطنهم وأمتهم. كل ذلك حققه الملك عبد العزيز من أجل راحة المواطن، ولتسهيل الحياة عليه، وليتعلم ويصبح لبنة صالحة قوية في بناء هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية.