لا يزال التعليم العام في المدينة في تلك الفترة بحاجة ماسة إلى جهود الباحثين لدراسة تاريخه والكشف عن بعض جوانبه الغامضة، ومن يجري مقارنة مع الدراسات التي تناولت تاريخ التعليم في مكة - مثلاً - يجد الاختلاف واضحاً من حيث كمية وحجم الدراسات التي أنجزت، وبدون شك سيلاحظ أن المدينة المنورة من أقل المناطق التي ركز عليها الباحثون، والأدهى من ذلك إذا حاولنا معرفة تاريخ التعليم لبعض المدارس ضمن منطقة المدينة كمدرسة ذي الحليفة أو مدرسة الحسين بن علي بالعوالي فالمشكلة ستكون أصعب وأكبر من التي قبلها حيث لا نجد دراسات موضوعية من هذا النوع، والسبب الرئيسي يعود إلى عدم توفر المادة العلمية التي توضح ما يراد معرفته وما يحب الباحث أو القارىء إدراكه عن أجزاء مختلفة من تاريخ التعليم في طيبة الطيبة.
وبهذه المناسبة أدعو إدارة التعليم بالمدينة المنورة إلى الاهتمام بهذه الفترة من تاريخ التعليم، وأن تسخر إمكانياتها لتدوينه وإيضاح جميع جوانبه، وأن تخصص قسماً في مكتبة الإدارة (لتاريخ التعليم في المدينة في عهد مديرية المعارف العامة) .
كما أن الباحثين والقراء يتطلعون بكل شوق إلى الموسوعة التعليمية التي تعتزم وزارة المعارف إصدارها بمناسبة الاحتفاء بمرور مائة عام على فتح مدينة الرياض.
وقد أخبرني بعض الأساتذة المكلفين بإعداد ما يخص التعليم في المدينة في هذه الموسوعة أن الموسوعة بصدد الطبع، وسوف تصدر إن شاء الله تعالى في مطلع العام القادم.