أما في قوله: ففي مثل قوله رحمه الله بعد كلام له تاريخي: "بل إنه في آخر الأمر، أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، ثم من بعدهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله، ونفع الله بهم الإسلام والمسلمين، لما اندرست أعلام الإسلام، وكثرت الشبه والبدع، مخصوص محمد بن عبد الوهاب فلما رأوا أسلافنا موافقتهم في أقوالهم، وأفعالهم لما جاء في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قبلوا ذلك، وقاموا به، وأظهره الله على أيديهم، ونحن إن شاء الله على سبيلهم ومعتقدهم، نرجو أن الله يحيينا على ذلك، ويميتنا عليه"[٣٣]
وأما في عمله: ففي مثل ما قام به من توحيد المملكة العربية السعودية، على الإسلام بعد ما كانت عليه الحال من الشتات والشقاء والفرقة، كما وصفنا، وتطبيقه الشريعة الإسلامية في ربوعها، فلله الحمد والمنة.
وصدق الشاعر السلفي محمد بن عثيمين، حين قال يخاطبه:
تلألأت بك للإسلام أنوار
كما جرت بك للاسعاد أقدار
إن الذي قدر الأشيا بحكمته لما يريد من الخيرات يختار
والعبد إن صلحت لله نيته
لا بد يبدو لها في الكون آثار
إلى أن قال:
تألفت بك أهواء مفرقة
تأججت بينهم من قبلك النار
فأصبحوا بعد توفيق الإله لهم
بعد الشقا والجفا في الدين أخيار
إلى أن قال:
كنا نمر على الأموات نغبطهم
من قبله إذ تولى الأمر أشرار
فالآن طابت به الأيام إذ أخذت
به لأهل الهدى والدين أوتار [٣٤]
لقد أحيا السنة النبوية، وأمات البدعة الشيطانية، وأخذ بمبدأ الشورى والمواجهة والحوار وسياسة الباب المفتوح، والمطارحة مع الإنصاف وسلامة المقصد والثبات على البصيرة، كما أخذ بالأسباب النافعة في الدنيا والدين.