ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن حمد ابن عتيق، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ عمر بن سليم، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فقد وجهوا نصيحة للناس لما رأوا بوادر بدرت من بعض المتحمسين للدين من غير فقه، فوجهوا لهم نصيحة بينوا فيها وجوب السمع والطاعة في غير معصية الله، وساقوا الأدلة على ذلك، ثم قالوا:
"إذا تقرر ذلك فليعلم أن الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، قد ثبتت بيعته وإمامته، ووجبت طاعته على رعيته، فيما أوجب الله من الحقوق، فمن ذلك: أمر الجهاد، ومحاربة الكفار ومصالحتهم، وعقد الذمة معهم، فإن هذه الأمور من حقوق الولاية، وليس لآحاد الرعية الافتيات أو الاعتراض عليه في ذلك، فإن مبنى هذه الأمور على النظر في مصالح المسلمين العامة والخاصة، وهذا الاجتهاد والنظر موكول إلى ولي الأمر "[٣٧]
ومن هؤلاء الشاعر السلفي محمد بن عثيمين حيث يقول:
فيا معشر الإخوان دعوة صارخ
لكم ناصح بالطبع لا متخلق
يود لكم ما يمتنيه لنفسه
ويعلم أن الحب في الله أوثق
تحاموا على دين الهدى مع إمامكم
وكونوا له بالسمع جندا توفقوا
وإياكم والافتراق فإنه
هو المهلك الدنيا وللدين يوبق
فو الله ثم الله لا رب غيره
يمين امرئ لا مفتر يتملق
لما علمت نفسي على الأرض مثله
إماما على الإسلام والخلق يشفق [٣٨]
ولقد جد الإمام عبد العزيز في التربية والتعليم، وفتح المدارس والمعاهد ودور العلم وكلية الشريعة بمكة، وبنى الهجر وبعث الدعاة والوعاظ والمعلمين، وأجرى لهم المرتبات الكبيرة، وللطلبة المكافآت والتشجيع، وطبع الكتب السلفية النافعة الكثيرة على نفقته، ووزعها على القضاة وطلبة العلم مجانا، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تعليم رعيته ما ينفعهم في دنياهم ودينهم. فجزاه الله خير الجزاء.