ولد الملك عبد العزيز في مدينة الرياض عام ١٢٩٣هـ ـ ١٨٧٦م، وقيل عام ١٢٩٧هـ ـ ١٨٨٠م، وكانت ولادته في وقت تحالفت فيه الشدائد ضد أسرته، فنشأ نشأة قاسية كان لها أثر كبير في تغلبه على الصعاب التي لاقاها في مستقبل حياته.
وقد تتلمذ في مطلع حياته على يد شيخ من أهل الخرج، كان مقيماً في الرياض اسمه "عبد الله الخرجي"وتعلم على يديه مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ سوراً من القرآن الكريم، ثم تلقن بعض أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ "عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، كما تعلم مبادئ الفروسية على يد والده، عندما رحل من الرياض إلى الكويت سنة ١٣٠٩هـ، وكان يحكمها الشيخ "مبارك الصباح".
كان ـ رحمه الله ـ طويل القامة، عريض المنكبين، صحيح الجسم، مهيب الطلعة، متناسب الأعضاء، حسن الوجه، أبيض البشرة، أسود الشعر، خفيف اللحية والعارضين، بارز الصدر، مفتول الساعدين والساقين، قسمات وجهه تدل على البشاشة والسماحة، والذكاء والنبوغ والفراسة، جهوري الصوت، الابتسامة لا تكاد تفارق شفتيه.
في الكويت فكر الفتى عبد العزيز فيما حل بالأمة من ضياع ديني وأمني، فالعقيدة استبيحت حوزتها، وكادت تمحى معالمها، وأصبح ضعيف الناس نهباً لقويهم، فكان يراوده الأمل في تطهير العقيدة مما ران عليها من أدران الشرك والانحراف، وفي بسط الأمن في ربوع وطنه، وعندما اشتد ساعده رأى أن يحوّل الأمل إلى حقيقة، فزحف إلى الرياض مع أربعين من أهل بيته وأقربائه وأخلص الرجال وأصدقهم، وتمكن بفضل الله ـ تعالى ـ ثم بواسطتهم من استعادة الرياض في ٥ شوال ١٣١٩هـ.