وكان يتابع ـ رحمه الله ـ كل اتجاه إسلامي صحيح، في أنحاء العالم الإسلامي، ويقدره ويشجعه، ومن ذلك الأزهر في مصر، حيث كان ينصح الملك فاروق بقوله:"قوتان في مصر يجب أن تكسبهما: الأزهر والجيش، وأنت لا تستطيع قهرهما ولا الحكم بدونهما، فاحرص على كسبهما". وهذا يدل على محبته للمسلمين في كل مكان ومناصحته لهم فيما يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين، ويعلي كلمة الله في الأرض.
وكان ـ رحمه الله ـ رغم انشغاله بهموم المسلمين ومتابعته لأحوالهم ومناصحته لهم لم يغفل عن الأوضاع الداخلية في المملكة، لا سيما ما يتعلق بالأمور الدينية والعقيدة الإسلامية، فقد اهتم بهذا الجانب كثيراً، فأنشأ ما يسمى بـ "مشروع الهجر"وهو توطين البادية وتحضيرهم، فقد كان لمعيشة الملك عبد العزيز فترة من الزمن في البادية بعد سقوط الدولة السعودية الثانية أثره الكبير في معرفة مشكلات البدو، وبالتالي كان يدرك خطر جهلهم بالدين والعقيدة لاسيما فيما يتعلق ببعض العادات والتقاليد التي تتنافى مع الشرع، لذلك كان في طليعة أهدافه وتطلعاته أن يجمع شمل هذه القبائل، فأسس لها هذا المشروع العظيم، بعد أن شخص الداء وعرف الدواء، ولا شك أن لمشروع الهجر أهداف متنوعة، سواء كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية.