والملك عبد العزيز لم يكن يعتمد في تثبيت الأمن وإقراره في البلاد على قوة الأجهزة الأمنية فقط، ـ بعد الله تعالى ـ بل كان يعتمد على حزمه وصرامته في تطبيق الشريعة الإسلامية والتي كانت تطبق بكل دقة، ثم يصدق الملك عبد العزيز عليها بنفسه، ولذلك اعتبر بعض الباحثين أن من أعمدة شخصية الملك عبد العزيز النزاهة والعدل، لأن تعامله مع كل إنسان بدءاً من البسطاء من الناس إلى الزعماء والملوك الأجانب، كان يتسم بالنزاهة التامة والصراحة الكاملة، وكان أحد الشعارات المؤثرة لديه "لا يدوم الملك بدون عدالة"ولكونه ـ رحمه الله ـ متديناً مستقيماً مطبقاً لأحكام الشرع، لم يقم بأي محاولة لاستثناء نفسه من أحكام الشرع، فكان إذا أقام أي إنسان من رعاياه دعوى ضده، عيّن وكيلاً عنه ليتحاكم معه لدى قاضٍ يثق بحياده، وكان يخضع لحكم الشرع مهما كانت نتيجته.
وهكذا فالعدل أساس الملك ـ كما يعبر أمين الريحاني ـ فهو يقول موضحاً عدل الملك عبد العزيز واستتباب الأمن في بلاده:"إذا كان العدل أساس الملك، فالأمن أول مظهر من مظاهره، بل ما وجدت خارج نجد بلاداً تتمثل فيها هذه الحكمة "العدل أساس الملك"ذاك التمثل الصحيح الشامل، ذاك التمثل المعجب المخيف معاً، عدل ابن سعود كلمة تسمعها في البحر والبر، وما عدل ابن سعود غير الشرع ... ".
ثم أوضح الريحاني أن من يدخّن مثلاً يجلد، وكذلك من لا يصلي، أما أحكام الشرع فمعروفة إلا أنها تُنَفَّذ بلا تردد ولا محاباة، ولا يعرف ابن سعود في سبيل العدل كبيراً أو غنياً، كل الأيدي الأثيمة عند الحاكم سواء، وكل الرؤوس سواء عند السياف.