للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان التعليم في بداية عهد الملك عبد العزيز يقوم على نظام التعليم القديم (التقليدي) المعروف بـ "الكتاتيب"ثم حلقات المساجد، ثم الرحلات لطلب العلم، وكانت تلك الكتاتيب منتشرة في شتى مدن وقرى نجد، ولكن التعليم الحديث لم يبدأ إلا بعد ضم الملك عبد العزيز للحجاز سنة ١٣٤٤هـ، وذلك لوجود بعض المدارس الحكومية والأهلية التي أنشأتها الدولة العثمانية في مكة والمدينة، واهتم الملك عبد العزيز بذلك اهتماماً كبيراً فأصدر أمراً بإنشاء "مديرية المعارف"التي بدأت تزاول نشاطها غرة رمضان سنة ١٣٤٤هـ، وحتى تكتمل مهام هذه المديرية وتؤدي رسالتها التعليمية على الوجه المطلوب في جميع أرجاء المملكة، أنشئ العديد من الإدارات التعليمية في مختلف المناطق، يتبع كلاً منها عدد من المدارس المتدرجة، وقد شهد النظام التعليمي تطوراً كبيراً في عهد الملك عبد العزيز، فانتشرت المدارس الابتدائية ومدارس محو الأمية، للحد من مشكلة الأمية، ومدارس دور الأيتام، وأنشئت المدارس الأهلية، فظهرت مدرسة الفلاح والنموذجية بجدة، والصولتية والترقي والفخرية بمكة المكرمة، ودار الحديث بالمدينة، ومدرسة الصحراء بالمسيجيد، وغيرها. ثم ظهرت في عهده ـ رحمه الله ـ المعاهد التي كانت النواة الحقيقة لإنشاء جامعات المملكة، ومن هذه المعاهد نذكر: المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة، وهو يعادل الدراسة الثانوية، ومعاهد المعلمين المتوسطة والعالية، والمعاهد الليلية، ومعهد الرياض العلمي الذي كان نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولا ننسى "دار التوحيد"بالطائف، والتي كان الملك عبد العزيز يهتم شخصياً بها، وقد تخرج في هذه الدار العريقة التي أسسها علامة الشام الشيخ محمد بهجت البيطار، علماء أكفاء، في علوم الدين واللغة العربية، أسند إليهم القضاء في المملكة، ثم أنشئت ـ أيضاً ـ "كلية الشريعة"بمكة المكرمة، ومدرسة تحضير البعثات التي كانت تعد الطلبة وتؤهلهم لمواصلة