التعليم في الخارج، وذلك لتسهيل مهمة بعث الطلاب إلى مصر للدراسة في الجامعات المصرية. إلى غير ذلك من الأعمال المجيدة التي قام بها الملك عبد العزيز في إصلاح التعليم ودعم المسيرة التعليمية لنشر العلم والمعرفة، لما لذلك من أثر إيجابي، فهي الأساس والمنطلق الحقيقي لنهضة الأمة، والتصدي للبدع والخرافات، وتنقية العقيدة الإسلامية من الشوائب، والحرص على إقامة التوحيد الخالص لله ـ عز وجل ـ قولاً وعملاً.
وفي هذا المقام يحسن بنا أن نذكر أن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لم تشغله حروبه في سبيل توحيد البلاد، وكذلك مختلف الأمور السياسية عن طلب العلم وتشجيعه ودعمه، فقد كان ينتقي عدداً من الكتب لتقرأ عليه في التوحيد والتفسير والحديث والتاريخ وغيرها، مثل كتاب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"و "تفسير الطبري"، و"تفسير ابن كثير"، و "مسند الإمام أحمد"و"رياض الصالحين"و"سيرة ابن هشام"و"البداية والنهاية" و"السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية"لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرها من الكتب التي أثرت ثقافة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ.
ولمعرفته ـ رحمه الله ـ بأهمية العلم ومكانته وتأثيره وصقله لشخصية المرء وفائدته، حرص على تعليم أبنائه، كي يكون قدوة لهم ولغيرهم، فأنشأ لهم (مدرسة الأمراء) في مدينة الرياض، ولكي يؤكد الاتجاه السلفي في التعليم الحديث أنشأ (دار التوحيد) في الطائف سنة ١٣٦٤هـ، ـ كما أسلفت ـ ثم استمرت عنايته بالتعليم الحديث حتى قطعت المملكة شوطاً كبيراً في هذا الجانب المهم، ثم أكمل المسيرة أبناؤه البررة، حتى وصل التعليم وتطوره إلى ما نحن عليه اليوم ولله الحمد والمنة.