أما عن تقديره ـ رحمه الله ـ للعلماء فقد كانت لهم المكانة المرموقة عنده، حيث كان يكبرهم ويجلهم ويبالغ في إكرامهم ويقدمهم على إخوانه وأبنائه وكبار جلسائه ويصغي إليهم ويأخذ بآرائهم، ويلجأ إليهم في الأمور الدينية والتشريعية التي تحتاج إلى توضيح وتفسير، وكانت مجالسه مجالس علم، له جلسة علم معهم بعد صلاة العشاء في القرآن وتفسيره، وجلسة كل يوم خميس من كل أسبوع، كما كان يلتقي في موسم الحج ببعض علماء البلدان الإسلامية، ويناقش معهم القضايا التي تهم الأمة الإسلامية، ومن أولئك الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، والشيخ محمد رشيد رضا، صاحب المنار، والشيخ محمود شكري الألوسي، من العراق، والشيخ محمد الفقي، من مصر، والشيخ بهجة البيطار من الشام، وشكيب إرسلان من لبنان، وغيرهم، كما بثّ الدعاة والمرشدين إلى العالم الإسلامي. وكان يحترم العلماء كثيراً ويوقرهم، ويشعر بهيبة بعضهم منهم، حتى أنه كان يقول:"ما لقيت الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، إلا تصبّب العرق من إبطي" وذلك من هيبة العلم وتوقير العلماء.
وكانت لديه بصيرة علمية، حيث كان يحب الانتفاع بالعلوم الحديثة، فيأخذ من الحضارة والمدنية أفضل ما فيها ليطبقها في بلاده، ويترك منها ما يخالف الإسلام، ومع ذلك يؤمن بأن العلم وحده لا يكفي بدون عمل، ويحسن بنا أن نتمعن في مستهل كلمته التي وجهها إلى خريجي المعهد العلمي السعودي الذين استقبلهم وقال لهم:
"أيها الأبناء، إنكم أول ثمرة من غرسنا الذي غرسنا بالمعهد، فاعرفوا قدر ما تلقيتموه من العلم، واعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر".