يقول بوذا: تبدأ الآلام والمصائب إذا أراد أحد أن يميز ذاته عن آخرين لأن كل شيء في الكون مركب ومرتب على وحدة لا انفكاك عنها فإبراز شخصية يدعو إلى تغيير العالم والإنسان يحس الضعف والوهن لأنه غير مقدر على تغيير الكون فتفتح له أبواب المصائب والجاهل لا يعذر في هذا النظام المحكم (١) .
الإله:
اختلف الباحثون قديما وحديثا في تصور الإله عن البوذية فجاؤوا بأشياء لا يقام لها وزن في نقد العلم. وأنا أذكر وجهة الفريقين المنكرين والمثبتين وأترك الأمر للباحثين.
وجهة المنكرين:
١ـ ينقل عن بوذا: إن الراهبين من الهندوس جاءا عنده وهما يريدان الاتحاد"ببرهما" فوقع بينهما خصومة شديدة في تعين الطريق فتحاكما إلى بوذا.
قال بوذا: هل تعرفان مسكن برهما؟.
قالا: لا.
قال بوذا: هل رأيتما برهما؟
قالا: لا.
قال بوذا: هل تعرفان طبيعة برهما؟
قالا: لا.
قال بوذا: هل ترضيان أن تتحدا بالشمس؟.
قالا: لا؛ لأنها بعيدة عنا وهي محرقة.
قال بوذا: إذا لم يمكن لكما أن تتحدا بالشمس وهى مخلوقة فكيف بخالقها؟ ثم قال لهما: هل برهما حاسد ومتكبر؟.
قالا: لا..
قال بوذا: وهل يوجد فيكم الحسد والكبر والبغض؟.
قالا: نعم.
فال بوذا: إذاً كيف يمكن لكما أن تتحدا ببرهما وطبيعتكما تخالف طبيعته؟ .
٢ـ مرة حصل الكلام بين بوذا وبين عالم هندوسي"واششتا"فقال له بوذا:
هل رأيت برهما بعينك؟ بل هل من أسلافك مثلا"اشتك", "وامك", "وام ديو", "وشيا مترا"وغيرهم رأوه بأعينهم؟ (٢) فسكت الهندوس.
٣ـ من العلماء المتقدمين الذين أنكروا على بوذا:
تاج سين سنة١٥٠ ق. م، ناجا أرجن سنة١٧٥ م، آسنك سنة٣٦٠ م، بسوبند سنة ٤٠٠م، دجناج سنة٤٢٠م، شانت سنة٧٥٠م، شاكيا شري بدر سنة ١٢٠٠م وغيرهم.
هذه بعض أدلة المنكرين فمن يريد الإيضاح أكثر من هذا فليرجع إلى كتاب "راهول"المسمىبـ"بوذا درشن" من صفحة ١، ٤١ ـ٥٢، ١٧١.
أدلة المثبتين: