للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ـ الإكثار من الحمد والثناء على بوذا لحسنه وجماله وكماله.

٤ـ التلذذ بتصوره وذكره في الخلوة والمجمع والدعاء بصيرورة نفسه مثله كاملة في الحياة الثانية.

٥ـ تذكر اسم بوذا وتصوره من أعلى مراتب العباد, وأدت هذه العقيدة إلى تعظيم المشايخ حتى فتح باب الشرك. وفي اعتقاد البوذيين أن النجاة لا تحصل بمطالعة الكتب والتدبر فيها بل لا بد من الأخذ عن الشيخ الكامل الذي يبلغ درجة"بوذا"في تزكية نفسه وتخليها عن الشهوات والرغبات وهو الوحيد الذي يتولى كشف الإسرار، وفي المرحلة الثانية يقوم العابد مقام المعبود والمعتقد مقام المعتقد والمخلوق مقام الخالق فلم يبق بينه وبين خالق أدنى فرق ومن هنا يدعي ألوهية نفسه.

لا مانع أن نستنتج من هذا إنكار بوذا اله مستقلا عن ذاته.

إشاعة الديانة البوذية:

لم تكن الديانة البوذية قاصرة على أعلى طبقات المجتمع بل فتحت صدرها لكل من أراد الدخول فيها خلافا للديانة الهندوسية, فانتشرت البوذية انتشارا هاما ودخل فيها جمهرة من الهندوس من الطبقة الوضعية. ومن حسن حظها اعتنق الملك أشوكا البوذية وجعلها دينا رسميا للبلاد وأرسل الدعاة والمبلغين في داخل الهند وخارجها وأرسل ابنه"ماهندرا"إلى جنوب الهند وسيلان فبلغت البوذية إلى شرق آسيا ووسطها ولم يكن آنذاك بين البوذيين والبراهمة خلاف كبير كما يقول السياح الصيني "فاهيانا"الذي زار الهند في القرن الخامس الميلادي يقول: إن الشعب يكرم رهبان البوذية والبراهمة سواء بسواء والمعابد لكل الدينيين تبنى جنبا على جنب٠

فلما طلع القرن السابع بدأ بعض النزاعات والخلافات فانعقد مجمع "قنوج"سنة ٦٣٤م بين أتباعها ففاز البراهمة في هذه المناظرات وبدءوا يكسرون شوكة البوذية إلى أن جاء "شنكراجاريا"سنة٧٨٨ ـ٨٢٠م من كبار شراح "ويدانت"ومن كبار دعاة الهندوس فأخرج البوذية من القارة الهندية حتى بقيت مهاجرة إلى يومنا هذا من مولدها الأصلي٠