وكانت هذه التوسعة من أعظم ما شرع فيه الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ حيث بدأت الاستعدادات وإجراء الدراسات لذلك المشروع المهم لتوسعة المسجد الحرام، ولكن المنية لم تمهله فقد وافاه الأجل في سنة ١٣٧٣هـ قبل أن يكتمل ذلك الإنجاز الكبير.
وقد تولى الإشراف على تلك المشروعات التي أمر بها الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ نجله وخلفه من بعده الأمير سعود ـ رحمه الله ـ وبدأ العمل الفعلي في التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام في ربيع الثاني ١٣٧٥هـ، وتم تعيين لجنة عليا للإشراف على العمل برئاسة الأمير فيصل بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ولجنة أخرى لتقدير التعويضات التي ستدفع لأصحاب الأملاك التي يقتضي المشروع إزالتها، ولجنة ثالثة لمراقبة التنفيذ، ثم وحدت تلك اللجان في لجنة واحدة باسم (اللجنة التنفيذية العليا) ، وتم إنشاء مكتب بإسم (مكتب صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود لتوسعة المسجد الحرام وتجديد عمارته) .
وبانتهاء المرحلة الأولى من التوسعة السعودية تم بناء المسعى بطابقيه بطول ٣٩٤.٥ متراً وعرض ٢٠ متراً، وارتفاع الطابق الأول ١٢ متراً والطابق الثاني ٩ أمتار، وجعل للمسعى ممران في اتجاهين مع ممر وسطى في اتجاهين للساعين على الكراسي المتحركة، واستطاع الحجاج لأول مرة السعي بين الصفا والمروة بأمان بدون أن يختلطوا مع الباعة أو المارة، وتم ـ أيضاً ـ الانتهاء من بعض الأعمال والخدمات حول المسجد الحرام التي تحتاجها التوسعة، وتم إضاءة المسجد الحرام بالإضاءة الكهربائية الحديثة، وشملت الإضاءة الأعمدة المقامة حول المطاف،ومداخل المسجد الحرام ومآذنه، وقد بلغت تكلفة هذه التوسعة (٠٠٠/٠٠٠/٨٠٠) ريال.