للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحرصاً من الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ على تحقيق المسجد لرسالته الخالدة اهتم بعمارة بيوت الله والعناية بها،وفي مقدمة تلك المساجد المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة.

وتعتز المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعباً بتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما، وكان الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ يولى أهمية كبيرة لخدمة الحرمين الشريفين وتوفير سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، وزائري مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من نتائج هذا الاهتمام وتلك العناية الكبيرة تمكن الملايين من المسلمين من أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة في أمن وأمان واطمئنان.

ومنذ عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ وجهود المملكة العربية السعودية تتضاعف عاماً بعد عام للعناية بالأماكن المقدسة، وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وفيما يخص اهتمام الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وعنايته بالحرمين الشريفين يمكن إيجازه فيما يلي:

(أ) المسجد الحرام بمكة المكرمة:

أقبلت جموع المسلمين من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج،خاصة بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حيث نعم الحجاج والعمّار والزّوار بالأمن والاطمئنان، وتسامع المسلمون بما أصبحت عليه البلاد السعودية بعد توحيدها فتطلّعوا إلى أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وقد نتج عن تزايد أعداد القادمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة أن ضاق الحرمان بتلك الأعداد المتزايدة عاماً بعد عام.

وما أن اطلع الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ على حقيقة الأوضاع في المسجد الحرام حتى أذاع في عام ١٣٦٨ هـ بلاغاً عاماً وجهه إلى العالم الإسلامي تضمن البشرى باعتزامه توسعة الحرمين الشريفين.