للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"وبنجاح الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ في توحيد بلاده، ولمّ شعب الجزيرة العربية تحت لوائه سكب في أعماق الأمة الناشئة، والدولة القادمة أقوى عوامل التراص، وأسباب التماسك، وهي التقيد الشديد بأحكام القرءان الكريم "

(٨) العناية بالحرمين الشريفين

ارتبط تاريخ الأمة الإسلامية بالمسجد ارتباطا وثيقا، وذلك لأن الإسلام لم يقصر رسالة المسجد على أداء الصلاة فحسب، بل جعل للمسجد مكانة عظيمة تخدم المجتمع المسلم، فبجانب أداء الصلاة فيه فهو موطن لتلاوة وتدبر كتاب الله ـ عز وجل ـ قال تعالى ـ: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ...} . النور آية ٣٦–٣٧.

والمسجد مدرسة للتعليم والتهذيب، ومجلس صلح وقضاء، وملتقى للتعاون على البر والتقوى، ومحل للتشاور بين المسلمين والتناصح فيما بينهم، ومركز القيادة العسكرية وعقد الألوية للجيوش المجاهدة في سبيل الله، ومكان لاستقبال الوفود التي كانت تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قبل ذلك كله مكان لإعلان العبودية الخالصة لله ـ عز وجل ـ قال تعالى ـ: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} . الجن أية ١٨.

فرسالة المسجد في الإسلام رسالة توحيد لله عز وجل وهدى وحق وخير، ورسالة دعوة وأخوة ووحدة بين المسلمين، واعتصام بحبل الله المتين، قال تعالى ـ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ...} آل عمران أية١٠٣.