لقد كانت وحدة الأمة الإسلامية أمنية من أمنيات الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وقد بذل النصح للأمة الإسلامية في بيان أهميتها وفي الدعوة إليها، وبذل جهده للمشاركة في تحقيقها من خلال شروعه في توحيد أجزاء مملكته وجمع شتاتها لتكون بإذن الله من الأسباب المساعدة على وحدة الأمة الإسلامية، وليكون توحيد المملكة العربية السعودية الأنموذج الفريد والمثال الذي يحتذى به عند بقية الشعوب الإسلامية وليكون هذا المشروع الكبير الذي تحقق على يديه ـ طيب الله ثراه ـ دليلاً قوياً على أهمية الاجتماع واتحاد الكلمة وهو ما دعا إليه الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وطبقه في حياته عملياً وتركه واقعاً مشاهداً أمام الأعيان عبر الأجيال.
"فقد وحّد الملك عبد العزيز عرب الجزيرة، وجمع شتاتها وعشائرها توحيداً تاماً؛ لأنه طهّر جسمها من الأمراض، وجعلها شعبا واحداً قابلاً للنهوض والتقدم والسير مع الأمم، وجعل لها كياناً سياسياً،وشيّد دولة عربية إسلامية حديثة اعترفت بها جميع دول الأرض ".
"ولا يقدر مجهودات الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حق قدرها إلا الواقفون على أحوال البلاد العربية، الخابرون لشؤونها، فهم وحدهم يعرفون ما للملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ من فضل بعد الله ـ عز وجل ـ على الجزيرة العربية وعلى أهلها، حيث تحقق له ولدولته ولشعبه بتوفيق من الله ـ عز وجل ـ في وقت قصير ما يحتاج غيره لتحقيقه قرونا وأزمنه طويلة "
لقد سار الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في حركة البناء والأعمار بخطي واثقة، ووجد أن الوضع بحاجة إلي توحيد مملكته، فلا يبقى هناك ما اسمه الحجاز ونجد وملحقاتها، ولاحظ إن الوحدة يجب أن تكون شاملة في كل شيء، وعلى هذا الأساس اصبح اسمها (المملكة العربية السعودية) وفي ١٧ صفر ١٣٥١ هـ صدر الآمر الملكي باعتماد الاسم الجديد "