ومما يوضح ويبين الجهود المباركة للملك عبد العزيز يرحمه الله في نشر العلم مكتبته الخاصة فهي، خير شاهد على اهتمامه بالعلم ومنزلته عنده، فتلك المكتبة تدل على عنايته بنشر المعرفة والعلم الصحيح وحرصه رحمه الله على تنقية العقيدة الإسلامية من الخرافات والبدع ببيان معالم الدين الإسلامي الحنيف، ونشر معالم السنة النبوية.
ولقد كانت مكتبة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ومحتوياتها من الكتب المتنوعة، وجهوده البارزة في نشر الكتب المفيدة في داخل البلاد السعودية وخارجها هي النواة الأولى لظهور المكتبات العلمية الخاصة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وهي من الأدلة على اهتمام الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بالعلم والعلماء وعنايته بنشر الكتب مما حقق نتائج طيبة في إظهار العقيدة الإسلامية الصحيحة حتى أطلق على ذلك العهد الذي بدأه الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ بعهد النهضة العلمية نتيجة لإنفاقه بسخاء لنشر العلم الصحيح وخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية والمسلمين بما تم طبعه وتوزيعه مجاناً على المسلمين من تلك الكتب المفيدة النافعة.
ولم يقف الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ عند نشر الكتب فقط بل نجده في حرص بالغ على حماية العقيدة الإسلامية الصحيحة. ولنشر معتقد سلف الأمة الصالح ومنهجهم ـ رحمهم الله تعالى ـ ولحماية أبناء الأمة من المذاهب الضالة والآراء الفاسدة، ولبقاء العقيدة صافية نقية من الشوائب يصدر أوامره بعدم السماح بدخول الكتب والنشرات المخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة إلى داخل المملكة العربية السعودية، مما يدل على غيرته الدينية، واهتمامه بالمحافظة على العقيدة الإسلامية الصحيحة وحماية جانبها مما يخالفها من المذاهب الضالة والآراء الفاسدة.