وبهذا الاهتمام المتواصل من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ حظي الكتاب في عهده بعناية فائقة وهو يبني دولة العلم والإيمان المرتبطة بروح الإسلام، فأحيا بذلك العمل معالم الدين الإسلامي الحنيف، وحافظ على تعاليمه في غمرة جهوده المباركة لنشر العلم ومحاربة الجهل.
وقد كانت أوامر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ تصدر بين الحين والآخر بطباعة الكتب وتحقيق ما لم يطبع من المخطوطات الإسلامية،وتوزيعها مجانا في أرجاء دولته وفي أنحاء العالم الإسلامي على نفقته الخاصة، وكانت أعداد كبيرة من هذه الكتب تصل من مطابع مصر والشام والهند ولم يذكر عليها اسم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وإنما يكتفي بالعبارة التالية:
(طبعت على نفقة من قصده الثواب من رب الأرباب) .
وقد أشارت المصادر التاريخية التي تحدثت عن هذه الشخصية الفذة إلى قائمة بالكتب التي أمر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بطباعتها، وتوزيعها في العلوم الإسلامية المختلفة مثل العقيدة، التفسير، الحديث، الفقه وأصوله، الفتاوى والردود والخطب، المناسك، الوعظ، الفتاوى، التاريخ، الأدب.
وكان في مقدمة المؤلفات القيمة التي طبعت على نفقة الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ: كتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم، وكتب الإمام أحمد بن حنبل، ومؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وكتب أبنائه وأحفاده وتلاميذه، وغيرها من كتب ومؤلفات علماء السلف الصالح ـ رحمهم الله تعالى ـ.
وكان للملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ مجلس عام عامر بالعلماء والمشايخ، حيث يحضر مجلسه العديد من علماء الإسلام الذين يدينون بالعقيدة السلفية الصحيحة ويتلى في ذلك المجلس آيات من القرءان الكريم، ثم يتبع ذلك دروس في الحديث والسيرة والتاريخ والأدب، ويشارك الحاضرون من أهل العلم والمعرفة في ذلك المجلس وما يحصل فيه من مناقشات وتساؤلات.