إن التطور الكبير الذي شهدته البلاد السعودية في عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ شمل جميع جوانب الحياة، ولا يزال ذلك العهد وذلك القائد الفذ ـ طيب الله ثراه ـ موضع إعجاب وتقدير،ومثار بحث وكتابة وإشادة بين الأفراد والدول.
لقد اعتمد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في نهضته التعليمية على أمر مهم اجتهد في العناية به، وبيان أهميته لشعبه ولأبناء الأمة الإسلامية ألا وهو التوجيه إلى تعلم التوحيد الخالص لله ـ عز وجل ـ، والعمل به، ونبذ البدع والخرافات التي ليست من الدين الحق في شيء، وحرصا منه على تحقيق هذا الهدف بدأت النهضة العلمية والحركة التعليمية في البلاد السعودية بواسطة إرسال العلماء إلى أنحاء المملكة، لتعليم الناس أصول الدين الإسلامي الحنيف الذي هو سبب الخير في الدارين، وسبب للحياة الطيبة وكانت هذه أولى الخطوات المباركة لنشر العلم والتعليم بين المواطنين في عهده.
وفي المرحلة التالية من مراحل اهتمام الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بالتعليم، أصدر أمره في سنة١٣٤٤ هـ بإنشاء إدارة حكومية يطلق عليها (إدارة المعارف العامة) ، تختص بما يتعلق بشؤون التربية والتعليم، يتولى الإشراف عليها مدير عام، ومعاون للمدير العام مع الأقسام الإدارية الأخرى التي تحتاجها هذه الإدارة.
وبعد إنشاء (إدارة المعارف العامة) بدأت هذه الإدارة الحكومية في القيام بمسئولياتها تجاه التعليم، ووضعت القواعد ضمن نشاطها الواسع لجميع مراحل التعليم، وفتحت مدارس جديدة في أنحاء المملكة، وتم تقسيم البلاد السعودية ـ حماها الله ـ إلى عدة مناطق تعليمية، يشرف على كل منطقة معتمد للمعارف يساهم في تنظيم تلك المدارس، ويشرف على سير العمل فيها.