وبعد هذه الخطوات كانت النقلة الكبيرة بإعلان إنشاء وزارة الدفاع حيث صدر أمر الملك عبد العزيز – رحمه الله - في ١ربيع الثاني ١٣٦٥ هـ بإنشائها وتعيين أول وزير لها وهو سمو الأمير منصور بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وبتعيينه بدأت النهضة العسكرية الحديثة للجيش السعودي، فقد خصص موازنة مالية ثابتة لوزارة الدفاع تضاعفت سنة بعد أخرى، وأرسل البعثات العسكرية التعليمية إلى مصر وغيرها من البلدان، وتم استقدام الخبرات العسكرية المختلفة لتدريب أفراد الجيش السعودي على أنواع من الأسلحة الحديثة، وتبع ذلك افتتاح المدارس العسكرية في مختلف أنواع الأسلحة وإقامة المصانع العسكرية، والورش الهندسية، وتطوير الخدمات الطبية بإنشاء المستشفى العسكري بالطائف.
وفي خطوة من الخطوات المهمة لتطوير الجيش السعودي تم استحداث سلاح الطيران وإنشاء مدرسة خاصة به، وتم إيفاد بعض خريجيها لمواصلة الدراسة في الدول المتقدمة في مجال علوم الطيران، وفي عهد الأمير منصور بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ واصلت وزارة الدفاع خطواتها في بناء القوات العسكرية السعودية من حيث الهيئات الإدارية، والقدرات البشرية، والآليات العسكرية.
وعلى هذا النهج من العناية والاهتمام بالجيش السعودي استمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ مدة حكمه، فنالت القوات المسلحة السعودية نصيبا وافراً من التطوير والتجديد في مختلف تشكيلاتها العسكرية، وفي مختلف مواقعها المتعددة في أنحاء المملكة العربية السعودية لتكون بإذن الله قوة لنصرة الحق وردع الباطل.
(١٥) العناية بالتعليم
للعلم والتعليم أهمية خاصة في حياة الأمم والشعوب، وقد اهتم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بالعلم والتعليم وأولاه عناية كبيرة، "وأغدق على العلم وأهله في جميع أنحاء الجزيرة العربية، وقدّر العلماء، وجعل لهم الصدارة الأولى في نهضته المباركة ".