٤ ـ أوجد مشروع توطين البادية قوة عسكرية دينية شاركت في جهود الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في توحيد المملكة العربية السعودية، وكانت هذه القوة العسكرية على أكمل استعداد للتحرك مع الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في حملاته العسكرية، وكانت جنداً في وقت الشدائد وأيدٍ عاملة في وقت السلم.
٥ ـ أظهرت فكرة توطين البادية حرص الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ واهتمامه بشئون رعيته، وعنايته بمصالحهم وبما يحقق لهم الحياة الكريمة من خلال تقديمه للمساعدات المختلفة لسكان تلك الهجر، وسؤاله الدائم عن أحوالهم، ولا غرابة إذ احتل موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ مكانة كبيرة في نفوس مواطنيه، وذلك لما أبداه ـ طيب الله ثراه ـ من عناية بهم ورعاية لأحوالهم، فقد أعلن أنه يعتبر كبيرهم بمنزلة الوالد، وأوسطهم أخاً، وصغيرهم ابناً....
(١٧) العناية بالخدمات البلدية
اقتضت النهضة المباركة الشاملة التي شهدتها البلاد السعودية في عهد الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ إنشاء إدارات حكومية تهتم بالشئون البلدية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وقد اتجهت عناية الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ضمن جهوده المباركة لتنظيم الأعمال الحكومية فأنشأ فيما بعد ماعرف بـ (البلديات) في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والطائف، والظهران، وجيزان، وغيرها من المدن السعودية الأخرى.
وقد جعلت لهذه البلديات صفتان مزدوجتان:
الصفة الأولى: حكومية تتمثل في نظامها الإداري والمالي، وطرق جباية الرسوم والضرائب، وفي تعيين رؤساء البلديات وكبار موظفيها.
الصفة الثانية: أهلية تتمثل في مجالسها البلدية التي يجري اختيارها عن طريق الانتخابات.