وقد ظهرت بعد فترة من الزمن من بناء هذه الهجر بعض مظاهر الكسل على بعض أهلها نتيجة لانشغالهم بدراسة الدين والإقبال على العلم والتعلم حتى امتلأت بهم مساجد تلك الهجر، فعالج الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ تلك المظاهر بحكمة وبعد نظر عن طريق العلماء والدعاة إلى الله الذين انتشروا بين هذه الهجر بأمر من الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لتوجيه أهل الهجر إلى طلب العلم النافع والعمل الصالح، وحثهم على طلب الرزق والسعي في الأرض، وإرشادهم إلى خير الدين والدنيا،وأنه لابد من العلم والعمل، وإعلامهم بأن العمل في الزراعة أو الصناعة أو التجارة لا يتعارض مع الدين الحنيف، وبيان "أن المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف"...
وبتنفيذ الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لفكرة توطين البادية تحققت نتائج هامة، أثرت في حياة القبائل من الناحية الدينية والاجتماعية والاقتصادية ومن أهم هذه النتائج:
١ ـ انتشار تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بين سكان هذه الهجر، وإقبالهم على التفقه في الدين،والعلم الشرعي وأداء العبادات على علم وبصيرة بواسطة العلماء والدعاة إلى الله عز وجل.
٢ ـ انتشار الأمن في ربوع الجزيرة العربية بعد توحيدها على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وتم القضاء على أسباب الفوضى والمنازعات بين القبائل، وساعد ذلك الأمن والاستقرار على ازدهار الحركة الاقتصادية في البلاد السعودية.
٣ ـ أوجدت فكرة توطين البادية الشعور بالمواطنة والولاء للدولة، والسمع والطاعة لولى الأمر، وانتهت ـ بحمد الله ـ أسباب الفتن والخلافات بين القبائل، والتعصب للقبيلة بين الأفراد والمجموعات.