وبعد صدور أمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في سنة ١٣٤٤هـ بإنشاء (مديرية الصحة العامة) تطورت الخدمات الصحية،وأخذت هذه المديرية خطوات إلى الإمام، فأنشأت المستشفيات الحكومية، والمستوصفات الطبية في أنحاء البلاد، واستقدمت الأطباء في التخصصات المتعددة، وأحضرت الأدوية والعلاجات اللازمة مع التوسع في استخدام أساليب الفحص والعلاج الحديث.
ولإدراك الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ لحجم المسئولية أمام الله ـ عز وجل ـ عن مئات الألوف التي تقدم إلى مكة لحج بيت الله الحرام زاد من استقدام أهل الاختصاص بالطب والجراحة من الأقطار القريبة والبعيدة لتأمين الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، وهم يؤدون هذا الركن من أركان الإسلام.
ولتزايد الحاجة للخدمات الصحية أمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بإنشاء (وزارة الصحة) يتولى شئونها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل آل سعود، وقد بدأت هذه الوزارة مهامها بجد ونشاط من خلال تقسيم المملكة العربية السعودية إلى مناطق صحية من أهمها:
منطقة صحة مكة، منطقة صحة المدينة، منطقة صحة الرياض، منطقة صحة جدة، وقامت بإنشاء مراكز طبية في مدن المملكة تحت إشراف تلك المناطق الصحية، وبذلت وزارة الصحة جهودها المكثفة لإعداد القوى البشرية الوطنية العاملة في الخدمات الطبية، فتم إرسال الشباب السعودي لدراسة العلوم الطبية بجميع فروعها في الجامعات المصرية والأوربية والأمريكية، فيعودون إلى بلادهم أعضاء عاملين في الخدمات الطبية.