واهتم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بميناء الدمام على ساحل الخليج العربي وأصبح يطلق عليه (ميناء الملك عبد العزيز) ، وهو من الموانئ التجارية الهامة، وتم ربط هذا الميناء بخط السكك الحديدية الذي يصل إلى مدينة الرياض، فسهلت بهذا الاتصال حركة النقل التجارية بين المدينتين، بالإضافة إلى أن ميناء الدمام أصبح الطريق الوحيد لنقل وتصدير البترول بعد اكتشافه.
(د) السكك الحديدية:
أبدى الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ خلال زيارته لدولة مصر إعجابه بالطرق التي تسير عليها القطارات البخارية، وبعد عودته إلى بلاده أخذ يردد الحديث عن سكك الحديد التي رآها، ولماذا لا يكون في البلاد السعودية منها مثل ما هو موجود في غيرها؟
وبعد زيادة النشاط التجاري ونشاط حركة النقل بين الرياض والدمام خاصة بعد ظهور النفط، وصعوبة الطريق البري بين المدينتين تطلع الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إلى وسيلة أخرى تقطع تلك المفاوز، وتساءل لماذا لا يكون بين ميناء الدمام وبين الرياض العاصمة قطار حديدي؟
وبدأ الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بدراسة تنفيذ الفكرة فعلياً، وتم في شهر شعبان ١٣٦٥هـ عقد لقاء بينه وبين رؤساء بعض الشركات، وأمرهم بدراسة إنشاء سكة حديدية من الثغر السعودي الشرقي مدينة الدمام إلى قلب الجزيرة العربية مدينة الرياض.
ونظراً لما أبداه الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ من حماس شديد ورغبة قوية تجاه هذا المشروع الحيوي الهام،فقد بدء العمل في إنشاء ذلك الخط الحديدي الذي يصل بين الخليج ومدينة الرياض، وبتاريخ ١٩ محرم ١٣٧١هـ وصلت عربات هذا القطار إلى النقطة المحددة له بمدينة الرياض، وأقيم احتفال كبير بهذه المناسبة حضره الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ والأمراء والوزراء والأعيان وغيرهم.