من أجل هذا وذاك حذرنا المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم من كل عمل فيه إساءة للفرد أو اعتداء على حقوق الجماعة حيث قال:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:"إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإذا سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم".
إن رمضان شهر الذكريات التي جمعت النفوس، فألفت بين القلوب، وشدت الجماعة الإنسانية إلى الخالق الأعلى، وأوجدت بين أفرادها الروابط المثالية القوية التي لا تنفصم عراها، ولا تضعف أواصرها.فالقرآن الكريم نزلت أول آية منه على محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين في ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان. أنزل الله القرآن الكريم لينقذ الإنسانية المعذبة الحائرة من الهوة السحيقة التي تردت فيها، والغور العميق الذي انحدرت إليه، والمصير الغامض المجهول الذي لا تعرف مداه ولا تقدر نهايته بما رسمه لهم من خطط هداية واضحة سليمة، ومن مناهج قويمة، فقد تضمنت آياته كل ما يحتاج إليه البشر في حاضرهم ومستقبلهم، في معاشهم ومعادهم من بيان العقيدة الصالحة الواضحة التي ترتاح لها القلوب وتطمئن النفس القلقة بما تسمع من بيان دونه كل بيان، وبما ترى من أحكام وأحكام صالحة لكل زمان ومكان.