للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تقدم من تأكيد الملك عبد العزيز أن الله قد أنعم عليه بنعمة خاصة وهي الهداية للإسلام الحق على منهج السلف الصالح، فإنه -تبارك في علاه- أنعم عليه بنعمة أخرى، وهي أنه من أسرة كريمة ذات دين وخلق وأدب، ترعرع ونما فيها على يد والد إمام عالم بأحوال دينه وتاريخه، ألا وهو الإمام عبد الرحمن بن فيصل -يرحمه الله-، وكما كان لوالده أثر في نشأته، فإن لوالدته أثراً آخر، قال عنها الزركلي: "إنها كان لها فضل في توجيه الملك عبد العزيز...." (١) .

(ب) مراحل الإعداد التعليمي:

تقلّب الملك عبد العزيز في نعم كثيرة من نعم الله عليه، فبعد أن تولت أمره في طفولته الأولى أسرته الكريمة، انتقل إلى تلقي الخبرات العديدة من لدن أهل العلم والدراية في:

١) مدرسة القرآن:

إن هذه المدرسة ما دخلها مسلم حق يريد الهداية إلا وجد ما ينشده، يقول تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) .

وقد بدأت دراسته للقرآن في وقت مبكر من عمره. وقد قام بتدريسه القرآن -كما تقول المصادر- القاضي المطوع عبد الله الخرجي، ويروى أنه تعلم مبادئ القراءة والكتابة على يديه، وحفظ سوراً من القرآن، ثم قرأه كاملاً على الشيخ محمد بن مصيبيح، ويروي فؤاد حمزة أنه ختم القرآن في عامه الحادي عشر.

ولم يترك مدرسة القرآن طوال حياته، بل ظلَّ طول عمره ينهل من الكتاب الكريم الحكمة والإلهام يتدارسه، ويدرسه، ويسمع تفسيره، ويقوم بجهده في التفسير. فمن المعروف عنه أنه كان يخصص وقتاً محدداً لقراءة القرآن في كل يوم.

٢) مدرسة العلوم الشرعية:


(١) خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، دار العلم للملايين، بيروت، ١٣٩٧هـ ١/٦١.
(٢) سورة الإسراء، آية ٩.