أما المنهج الدراسي، فجاء تحديده في الرسالة التي أرسلها الملك عبد العزيز -يرحمه الله- إلى الشيخ عبد الرحمن بن عودان بتاريخ (٢٦/١/١٣٦٤هـ) التي بيّن ووضح فيها أن المنهج الدراسي لابُدَّ أن يكون شاملاً لمختلف العلوم النافعة. وقد ذكرها في أكثر من رسالة له -يرحمه الله-؛ وهي: علم التوحيد، والعبادات (الفقه) ، والعلوم الأخرى النافعة التي إذا تعلمها الفرد من الأمة تفقه في دنياه وأخراه.
أما عن شروط القبول فيها، فقد حددت الرسالة أن العمر المطلوب هو بين (١٥-٢٥ عاماً) ، وهذه الفكرة التربوية الرائدة ما تسمى اليوم بتعليم الكبار.
كما اشترط الملك عبد العزيز يرحمه الله أن يكون اختيار المعلمين والقائمين على هذه المدرسة من ذوي الصفات والخصائص العالية من الأخلاق السامية ومن الرجال الطيّبين؛ لأن المعلم قدوة للآخرين في أفعاله وأحواله وأخلاقه، فلا بد أن يكون ذا علم وعمل وخلق.
كما حوت الرسالة شعوراً بالمصلحة العامة للأمة، فالشعور بالمشكلة يعين على تحديدها، ثم اختيار الحلول المناسبة لها؛ ولذا فإن الملك عبد العزيز علم –بتوفيق الله وإلهام منه- أن هذه المشكلة (وهي البطالة) أمر خطير على الأمة لا بد من أن يجتث من أساسه؛ كي لا يلجأ هؤلاء العاطلين إلى الجريمة - لا سمح الله - أو إلى غير ذلك مما يهدد أمن الناس واستقرارهم.
في نظر الباحث أنَّ على المخططين وضع الخطط العلمية والعملية لعلاج مشكلة البطالة، وأن يأخذ بأيدي أبنائنا إلى ما فيه صالحهم وفلاحهم، وذلك إرضاءً لله تعالى.