"ومع أنَّه لا يمكن إغفال الأثر الذي ترتب على تأسيس هذه الهيئة، إلاَّ أنَّه لا ينكر - أيضاً - الجهد الذي قام به الملك عبد العزيز شخصياً في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمتمثل في رسائله ومناصحته للأمراء وعامَّة الناس بوجوب التزام الطاعات والانتهاء عن المنكرات، حيث عرف عن الملك عبد العزيز - رحمه الله - أنَّه آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر، متمسك بأحكام الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً في كافة المجالات، عاملٌ بما يحقق المصلحة لبلاده وشعبه، محباً للعلماء، كثير التوجيه والنصح والإرشاد لهم إيماناً بأنَّ محبة الخير لإخوانه كمحبته لنفسه"[٨٠] .
قال الملك عبد العزيز - رحمه الله - في اجتماع له بموظفي الدولة:"نحن وضعنا جماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فبلاغاتها ومقرراتها تشمل الجميع على السواء، وأنتم يا جماعة الموظفين أحق الناس باتباع أوامرها واجتناب منهياتها، فإنَّكم أنتم المكلفون بتنفيذها، فإذا كنتم لا تبدأون بأنفسكم وتكونون قدوة صالحة للناس يصعب تطبيقها وتنفيذها".
وقد أمر -رحمه الله- بعض منسوبي الاحتساب [٨١] بأمور:
أولها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا - كما يقول الملك
عبد العزيز - هو رأس المال.
ثانيها: سعة الصدر مع الناس بحيث يعطي كل ذي حق حقه بالشرع، ولا يتعدى أمر الشرع [٨٢] .
والمحلل لعبارات الملك عبد العزيز السابقة يجد فيها من حرص الملك عبد العزيز إيمانه بضرورة الحسبة وأهميتها، حيث يلاحظ ما يلي:
أ - تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأمور التي وصى بها.
ب - وصفه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنَّه (رأس المال) أي أنَّه أساس لابُدَّ من المحافظة عليه [٨٣] .