والمقام لا يتسع لإعطاء فكرة أولية عن أهمية هذه الوسائل وما تقوم به في سبيل الدعوة، فضلاً عن تفصيل الأعمال المشكورة التي قامت بها أو تقوم بها هذه الوسائل في سبيل نشر العقيدة السلفية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لكن نشير هنا إلى أهم الجهود التي حدثت في عهد أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله في أهم هذه الجوانب، ونحيل على ما سبق الكلام عليه، ومن ذلك ما يلي:
٢ - جهود أبناء الملك عبد العزيز في بناء المساجد وعمارتها:
نظراً لما للمسجد من مكانة في قلوب المسلمين، وما له من دور في نشر الدعوة إلى الله، فقد اهتم به المسلمون عبر العصور، وسبق ما بذله الملك عبد العزيز من الأمر بتوسعة الحرمين الشريفين لَمَّا ضاقا عن اتساع الوافدين للحج أو العمرة.
ولكن أكبر توسعة شهدها الحرمان الشريفان هي التوسعة التي تمَّت على يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -أطال الله في عمره- فقد وجه حفظه الله بإجراء توسعة للحرم المكي الشريف، وذلك بإضافة جزء جديد إلى مبنى الحرم، وتبلغ مساحته (٠٠٠ر٧٦ متراً مربعاً) تستوعب (٠٠٠ر٦٥) مصلٍّ. وبهذه التوسعة تصل مساحة الحرم الإجمالية (٠٠٠ر٣٠٩ متراً مربعاً) تتسع لـ (٠٠٠ر٦٩٥) مصلٍّ.
وفي صفر عام ١٤٠٥هـ تمَّ وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي الشريف، وقد تضمن المشروع إضافة مبنى جديد إلى مبنى المسجد الحالي بمساحته الحالية، وعلى أن يتصل به من الشمال، والشرق، والغرب، لتصبح المساحة الإجمالية بالدور الأرضي للمسجد (٥٠٠ر٩٨ متراً مربعاً) وعلى أن يستفاد من سطح التوسعة، وهي مساحة (٠٠٠ر٦٧) متراً تستوعب (٩٠) ألف مصل، وبذلك يتسع المسجد النبوي بعد التوسعة لأكثر من (٢٥٧) ألف مصلّ [١٤] ، عدا الساحات المحيطة به، وقد واكبت هذه التوسعة العملاقة التي كانت محل إعجاب جميع المسلمين أعمال أخرى مشكورة، ومنها: