٢ – ارتباط أسرة الملك الإمام – رحمه الله – بنصرة الدين الحق، وتجديده مما أكسب حكمها سلطاناً على القلوب لا يزول أثره، ولا يحمي ذكره، يقول الملك الإمام:"نحن دعاة إلى التمسك بالدين الخالص من كل بدعة نحن دعاة إلى العروة الوثقى"[١٢] ولا أتجاوز الحقيقة إذا قلت: إنها الأسرة الوحيدة التي قام ملكها في جزيرة العرب بعد العهد النبوي والراشدي على أسس دعوية صحيحة، ولا أدعي هذا الفهم لنفسي فقد سبقني إليه الدكتور محمد البهي - رحمه الله - الذي قال بإنصاف - يشكر عليه - حين الحديث عن التعاضد بين الإمامين: محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله – "وبهذا التعاضد اجتمع لهذه الدعوة سلطان الحاكم وقوة الإيمان، وقلما اجتمع الأمران في حركة دينية بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين سوى هذه الحركة"[١٣] وصدق فيهم قول الإمام الشوكاني – رحمه الله – في أبيات له:
جميع بني الدنيا فما للمجادل
هم الناس أهل البأس يعرف فضلهم
إلى أن أقاموا بالظي كل مائل
وقد جاهدوا في الله حق جهاده
كما دافعوا داعي الهوى بالقنابل [١٤]
لقد نصروا دين الإله وحزبه
٣ – ابتعاد أسرة الملك الإمام عن التسلط والظلم، واتسمت سياستهم بالصبغة الشرعية، حتى في أوقات الشدة بخلاف ما اشتهر عن كثير من أفراد الأسر الحاكمة (أحياناً) من الظلم والاعتداء، واغتصاب حقوق الناس وممتلكاتهم، وقد تمتع القضاء تحت ظل حكمهم باستقلالية ونزاهة، لا سلطان لغير شرع الله عليه، وقد أشار أحد الباحثين إلى علة انتصار أسرة الملك الإمام بقوله:"تمكن آل سعود من السيطرة على البلاد لما قاموا به، من جليل الأعمال كما كانوا وما زالوا أكثر الأسر التي حكمت الجزيرة منذ زوال الملكية من أيدي العرب تفانياً في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وإعلاء كلمة الله في السر والعلن"[١٥] .