أمته الإسلامية والعربية يقول -رحمه الله-: "وخدمة الإسلام والعرب واجبة علينا بصفة عامة وخدمة شعبنا بصفة خاصة"[٣٨] وأناط المسؤولية بكل وال.
يقول رحمه الله مخاطباً رعيته:"ولابد أنكم سمعتم أننا ألزمنا ولاة الأمور بالنظر في شؤون الرعية، وجعلناها أمانة في أعناقهم، فعليهم أن يقوموا بالواجب والنفع للشعب، وأن يجتهدوا في تحقيق ما عليهم من حقوق وما لهم من واجبات"[٣٩] واتخذ خطوات عملية جادة، تلامس شغاف القلوب، وتأسر النفوس، فأستنهض الهمم، وجند الطاقات، وسخر الموارد لمحاربة الأدواء السارية وألوان الفقر المدقع ومظاهر الجهل المختلفة، وقد تكللت جهوده المباركة بنجاح منقطع النظير يقول أحد شهود العيان:"ومن رأى هذا الشعب من عشرين سنة لا يكاد يصدق عينه، حين يرى تلك الجهود الضخمة التي تبذل في جميع المجالات العلمية والإعلامية والصحية والاجتماعية وحين يرى شباباً متفتحاً على الحياة، يسير بخطى واسعة في طريق التقدم والبناء، وبالجملة فهي حركة ناهضة، تحارب التخلف، في كل صوره"[٤٠] . فكانت جهود الملك الإمام بمثابة الأسس الرئيسية التي قامت عليها صروح النهضة والتنمية لبلاده، وهي تمثل في حقيقتها نقلة جذرية لحياة جديدة لم تكن معهودة من قبل يقول اللورد اوف حاكم كندا:"شهدت بنفسي عندما زرت المملكة العربية السعودية، ماذا صنع الملك عبد العزيز لرفاهية شعبه، لقد استقر السلام والأمن في البلاد التي كانت من قبل تمزقها المنازعات الداخلية، وأتيح لي أن أشهد كيف تم الاعتراف به ملكاً وزعيماً على شعبه الذي أضاء له حكمه الطريق إلى الارتقاء في جميع النواحي الاجتماعية والثقافية"[٤١] ولا يمكن بحال حصر الخدمات التي قدمها الملك الإمام لشعبه – والتي سرت إلى عموم أبناء العرب والمسلمين، وفي إشارة لآثاره الخيرة وما تؤول إليه جهوده المباركة يقول:"إذا وفق الله أولادي كما وفقني فسوف يتولون مقدرات مائة مليون مسلم"[٤٢] فصدق