"الدولة دولة ملكية شورية إسلامية – مستقلة في داخلها وخارجها، إدارة المملكة بيد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل وهو مقيد بأحكام الشرع، جميع أحكام المملكة تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح"[١٠] فقامت دولته المباركة على نهج السلف الصالح، أخذت على عاتقها نشر الإسلام الصحيح، وكان الملك الإمام ينوه بذوي الكفاءات الفاعلة والعاملة لخدمة الإسلام والمسلمين قائلاً:"إني أفتخر بمن خدم الإسلام والمسلمين، وأعتز بهم، بل أخدمهم، وأعطيهم وأساعدهم، وإنني أمقت كل من يحاول الدس على الدين، وعلى المسلمين، ولو كان من أسمى الناس مقاماً وأعلاهم مكانةً"[١١] .
وبهذه الرؤية النورانية الواضحة أقام الملك الإمام دولته السعودية السلفية والتي تدرج في إعلانها مراعياً الظروف المناسبة لاكتمالها، وتحرير كامل أرضها، من براثن الفرقة، وعوامل التجزئة، وأسباب الخلاف والكراهية، ولم تلبث أن شقت طريقها نحو المجد والعلياء بخطى ثابتة جامعة بين الانفتاح على الجديد النافع واستيعابه والتكيف معه باستقلالية متميزة، والمحافظة في الوقت نفسه على شخصيتها وتراثها انطلاقاً من دستورها الشرعي الصالح لكل زمان ومكان، وأضحت -بفضل الله- رائدة العالم الإسلامي أجمع، تشرئب إليها الأعناق وتتعلق بها الأفئدة، محتضنة لمؤسسات ومنظمات إسلامية فاعلة حملت على كاهلها هموم العالم الإسلامي وقضاياه.