وقد بلغ عدد المدارس المختلفة بمراحلها في عهد الملك الإمام وبالتحديد في سنة ١٣٧٣هـ ٣٢٦ مدرسة، و١٦٥٢ مدرس و٤٣٧٢٤ طالب [١٣] هذا عدا الحلقات العامة في المساجد، والرحلات الدورية للعلماء، فضلاً عن المرشدين المستوطنين في سائر القرى والأرياف والأقاليم والذين عينهم الملك الإمام، بحيث لا توجد قرية دون مدرس أو معلم وخير مثال يضرب في هذا المجال، ما قدمه الملك الإمام من تشجيع ومساعدة وعون للشيخ الداعية (القرعاوي) –رحمه الله-، في سبيل نشر العلم والمعرفة في جنوب المملكة حيث بلغت المدارس ٢٨٠٠ مدرسة وبلغ عدد الطلبة ١٧٥ ألف طالب منهم ١٥ ألف طالبة [١٤] ولم يقتصر اهتمامه بنهضة شعبه ورقيه فحسب بل دعا إلى نهضة العرب، ولزوم أخذهم بالأسباب المدنية، إذ يرى أن العلم سبيل حتمي لنهضة العرب والمسلمين، ولا مندوحة من الدخول من بابه، والعكوف في محرابه يقول رحمه الله:"إذا نهض العرب مرة أخرى، وأخذوا بقسطهم العلمي في سائر العلوم المادية، فإنهم لا يأتون ببدعة، بل يعتبرون محيين لعهد آباءهم، الذين ملكوا ناصية العلم حقبة من الزمن وقدموا خدمات لا تنكر"[١٥] .
وجاءت دعوته للعلم، بريئة من نفثات الفكر العلماني، الذي عشى نظر وعقول كثير من الأدباء والمفكرين من أبناء العرب إذ يقول -رحمه الله- رداً عليهم:"يقولون إن المسلمين في تأخر وبحثوا ليجدوا طريقة لتقدم المسلمين، فما وجدوا طريقة أمامهم، إلا أن يقلدوا الأوربيين، فيما لم يكن سبباً لقوتهم ومنعتهم بل قلدوهم فيما يخالف ما ينتسب إليه المسلم"[١٦] .