قلت: ذلك كان هو الغالب عليه صلى الله عليه وسلم لكنه لا يمنع أنه أحيانا ينشد أبياتا تامة من غير نقص ولا زحاف بل يقولها صلى الله عليه وسلم كما سبق في حديث ابن عباس وعائشة. وكما سيأتي في ذكر حفر الخندق وأنه صلى الله عليه وسلم كان ينشد أبياتا لا بيتا واحدا لعبد الله بن رواحة.
وكذلك في حديث جندب في الصحيحين وفي حديث الترمذي: إن تغفر اللهم تغفرجما.
وروى الترمذي وصححه والنسائي وأحمد ورواه البخاري في الأدب المفرد وابن كثير في تفسيره عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت:"هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرا قط.. قالت أحيانا إذا دخل بيته يقول:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
هكذا رواه الأئمة، إلا أن ابن كثير قال: قال سعيد بن أبي عروة عن قتادة قيل لعائشة: "هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر. قالت:"كان أبغض الحديث إليه غير أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل ببيت أخي بني قيس فيجعل أوله آخره وآخره أوله". وفي رواية فجعل صلى الله عليه وسلم يقول:"ويأتيك من لم تزود بالأخبار" قال أبو بكر: ليس هذا هكذا. فقال صلى الله علنه وسلم:"إني لست بشاعر وما ينبغي لي". قلت: هذا الحديث مرسل؛ فإن قتادة لم يسمع من عائشة قال الحاكم في علوم الحديث: لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس.
ومما أنشده صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان أنه كان ينقل التراب يوم الخندق ويقول:
والله لولا الله ما اهتدينا
وفي رواية:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الآلي قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا
وفي لفظ:
وإن أرادوا فتنة أبينا
قال البخاري: ثم يرفع صوته: أبينا أبينا
وهذه الأبيات لعبد الله بن رواحه رضي الله تعالى عنه.
ومنه أيضا ما رواه الحسن البصري مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت: