للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واهتبل -رحمه الله - موسم الحج، يرد على خصوم الدعوة السلفية التي أحياها الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- إذ يقول في إحدى مجالسة الموسمية "يسموننا بالوهابيين، ويسمى مذهبنا بالوهابي، باعتبار أنه مذهب خاص، هذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة، التي يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح. نحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق بين الأئمة، مالك والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا" [١٢] ونلاحظ في هذا الطرح الجدلي امتلاك الملك الإمام، ناصية الجدل الممدوح، ففي البدء طرح الشبهة، ثم أبان سبب ظهورها وعلته، ثم كر عليها بالتفنيد العقلي والاستقراء التاريخي، مع التزامة بآداب الجدل، وعفة اللسان، وبعده عن الإسفاف والبذاءة التي يقع فيها الكثير من المتناظرين، تحت تأثير الانتصار لما يذهبون إليه، مما دل قطعاً على اقتداء الملك الإمام عبد العزيز - رحمه الله - بسلف الأمة وعلماءها الربانيين، وقد كان لهذه المقدرة الخطابية -بفضل الله- الأثر الكبير، في تقوية الوحدة الوطنية، وبيان حقيقة الدعوة السلفية.

نتائج منهج الملك الإمام عبد العزيز -رحمه الله-

في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة