تمخضت جهود الملك الإمام عبد العزيز - رحمه الله - في سبيل تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة إلى نتائج باهرة وثمرات يانعة، لا يزال أبناء شعبه، ينعمون ببركاتها المتدفقة وخيراتها المستمرة دون منّ ولا أذى، وحين استعراض النتائج تلك، ندرك مدى المنّنّ الربانية، التي أسبغها الله على هذه البلاد الطيب أهلها، والتي تدفعنا في ذات الوقت، إلى لزوم غرز الملك الإمام والمحافظة على ثمرات جهاده ومكتسبات حصاده التي ضحى من أجلها بالنفس والمال والولد، في ثلاثة عقود من عمره المبارك، طافحة بلآلام، وشاهدة على تحمل المشاق والصبر والمرابطة، ومن أبرز تلك النتائج:-
١- بعث أمة خامدة ممزقة الأوصال، مختلفة الرؤى، متناحرة القوى، فنقلها - بفضل الله - إلى أمة قوية الوشايج عظيمة الجانب، متعددة المناقب، أعادت مكانتها الكبيرة وقيادتها التاريخية بين الأمم.
٢- تجديد الدعوة الإسلامية، وتوحيد جهود الدعاة نحو تصفية العقيدة، وإصلاح العبادة، وتقويم السلوك، وإقامة مجتمع مسلم زكي، يفيض بالهداية وينعم بالاستقامة.
٣- إقامة دولة إسلامية تحكم بشرع الله تستثمر طاقاتها ومكتسباتها لخدمة الإسلام، وبسط نوره في المشارق والمغارب، وتقديم العون والمساعدة للمسلمين، ونصرة قضاياهم.
٤- تحقيق الأمن المفقود في جزيرة العرب وتأمين طرقها للسالكين، وتهيئة مشاعر الحج لقاصديها بما يليق بقداستها وحرمتها، وفي مقدمة ذلك، عمارة الحرمين الشريفين، على أعلى المستويات وأرقاها.
٥- القضاء على عوامل التخلف، من جهل صارف، وشرك وبدع خوالف، فعادت راية التوحيد خفاقة على جزيرة العرب من جديد، تحت قيادة الملك الإمام عبد العزيز -رحمه الله- وأبنائه البررة المخلصين من بعده.